Thursday, February 14, 2013

كسر الطفل زجاج نافذة البناء





كسر الطفل زجاج نافذة البناء


أحد الأطفال كان يلعب في داخل المنزل وأثناء اللعب كسر زجاج النافذة ..جاء أبوه إليه بعد أن سمع صوت تكسر الزجاج وسأل: من كسر النافذة؟ قيل له: ولدك. فلم يتمالك الوالد أعصابه فتناول عصا غليظة من الأرض وأقبل على ولده يشبعه ضرباً على يديه وسائر جسمه.

أخذ الطفل يبكي ويصرخ وبعد أن توقف الأب عن الضرب جرّ الولد قدميه إلى فراشه وهو يشكو الإعياء والألم فأمضى ليله فزعاً

أصبح الصباح وجاءت الأم لتوقظ ولدها, فرأت يداه مخضرّتان فصاحت في الحال وهبّ الأب إلى حيث الصوت وعلى ملامحه أكثر من دهشة! وقد رأى ما رأته الأم...فقام بنقله إلى المستشفى وبعد الفحص قرر الطبيب أن اليدين متسممتان وتبين أن العصا التي ضرب بها الطفل كانت فيها مسامير قديمة أصابها الصدأ, لم يكن الأب ليلتفت إليها لشدة ما كان فيه من فورة الغضب, مما أدى ذلك إلى أن تغرز المسامير في يدي الولد وتسرّب السمّ إلى جسمه فقرر الطبيب أن لا بدّ من قطع يدي الطفل حتى لا يسري السم إلى سائر جسمه فوقف الأب حائرا لا يدري ما يصنع وماذا يقول؟؟؟

قال الطبيب: لا بدّ من ذلك والأمر لا يحتمل التأخير فاليوم قد تقطع الكف وغداً ربما تقطع الذراع وإذا تأخّرنا ربما اضطررنا أن نقطع اليد إلى المرفق ثم من الكتف, وكلما تأخّرنا أكثر تسرب السم إلى جسمه وربما مات

لم يجد الأب حيلة إلا أن يوقّع على إجراء العملية فقطعت كفي الطفل وبعد أن أفاق من أثر التخدير نظر وإذا يداه مقطوعتان فتطلّع إلى أبيه بنظرة متوسلة وصار يحلف أنه لن يكسر أو يتلف شيئا بعد اليوم شرط أن يعيد إليه يديه،  لم يتحمل الأب الصدمة وضاقت به السُبُل فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب إلا أن ينتحر, فرمى بنفسه من أعلى المستشفى وكان في ذلك نهايته.


 
××××××××××××××××××××××××××××

جاء الشاعر عدنان عبد القادر أبو المكارم ليصوغ قصته في قالب شعري حزين

كســـــر الغــلام زجــــــاج نافــذة الــــبنا
من غير قصــــــــد شـــأنه شـــــأن البشـر
فأتــــــــاه والــده وفي يــده عصــــــــــا
غـــضبان كـــالليث الجســـــــــــور إذا زأر
مســــــك الغـــــلامَ يدق أعظــــــم كفــــه
لــــم يبق شيئــــاً في عصــــــاه ولـــم يذر
والطفـــــل يرقـص كالذبيـــــح ودمعــــــــه
يجــــــري كجـــــري السيل أو دفق المطـر
نام الغــــــــلام وفي الصبـــــاح أتت ـــــــه
الأم الـــرؤوم فأيقظـــــته على حــــــــــــذر
وإذا بكفيـــــــه كغصـــــــــن أخضـــــــــــر
صرخــــــــت فجــــــاء الزوج عـاين فانبهـر
وبلمحـــــــــــة نحــــو الطـــبيب ســـعى بـه
والقــــلب يرجــــف والفـــؤاد قـــد انفطـــر
قــــال الطــــبيب وفي يديــــه وريقـــــــــة
عجّــــــــلْ ووقّـــــعْ هـــاهـنا وخـــــذ العبر
كف الغــــــــــــلام تســـممت إذ بالعصــــــا
صــــدأ قــديم في جـــــوانبها انتشـــــــــر
في الحــــــــــال تقطــــع كفــه من قبل أن
تســـــــــــري الســموم به ويزداد الخطــــر
نادى الأب المسكـــــين واأسفــــــــي على
ولــــدي ووقّـــــــــعَ باكـــــــيا ثم استتـــر
قطــــــــع الطبيب يديــــه ثم أتى بــــــــــه
نحـــــــو الأب المنهــــــار في كف القـــــدر
قــــــــال الغــــــــــــلام أبي وحـــــق أمـي
لا لن أعــــــود فــــــــرُدََّ مـــــا مني انبتــــر
شُـــــدِهَ الأب الجـــــاني وألقى نفســــــــه
مــن سطـــح مستشفىً رفيــــعٍ فــانتحـــر

*****
منقول

No comments: