Sunday, May 12, 2013

تجربة تدريب سيئة


تجربة تدريب سيئة
حصل معي

حضرت قبل سنة ونصف تقريبا دورة تدريبية كان معلن عنها في الفيسبوك، لفت نظري الاعلان فأرسلت لهم لأستفسر عن هذه الدورة ذات العنوان الرنان، صراحة تفاجأت بسرعة ردهم و الاتصال و الاهتمام و الاقناع، و كيف أن هذه الدورة ستفتح لي آفاق جديدة في البزنس و أنها استثمار حقيقي، فوافقت على التسجييل بشرط هم من طرحوه لإقناعي أكثر بالتسجيل معهم الشرط كان " استرداد المبلغ إذا لم أحقق الاستفادة المرجوة"
وافقت و طبعا خلال فترة وجيزة جاء مندوبهم بالبروشورات و التفاصيل و إيصال استلام رسوم هذه الدورة و المقرر انعقادها في أحد فنادق الخمس نجوم.

في اليوم المحدد ذهبت إلى الدورة و التقيت فيها بعدد كبير من السادة الأفاضل الذين لديهم الرغبة بتعلم أشياء جديدة و تطوير أنفسهم وتسريع خطواتهم نحو النجاح في عالم الأعمال.

بدأت الدورة بتقديم فخم للمدرب الذي ما أن بدأ يتكلم حتى شعرت بالسوء بسبب المزاح السخيف و الاستخفاف بعقول الناس (طريقته في كسر الجليد مع الحضور دون مراعاة من هم هؤلاء الحضور وخلفياتهم الثقافية والمهنية) ومن ثم بعدها طرح الموضوع الذي عنوانه يختلف تماما عن محتواه ،و التكرار الممل للأفكار،،!! هذا إضافة إلى تخصيص طاولة للمطبلين من فريق عمله لضرورات التصفيق و التشجيع و كان كل بضع دقائق يستشهد بأحد منهم بموضوع و كأنه يريد مصداقية شاهد عيان لما يقوله ...

عموما خلال ساعة لم أستطع أن أكمل وخرجت من القاعة وتحدثت مع الشخص المعني الذي أقنعني بالدورة و أبلغته استيائي واستياء الحاضرين وأني أريد الانسحاب إلا انه بذكاء شديد أقنعني بالعودة كدعوة شخصية منه دون مقابل - تصرفه هذا زاد احترامي له لأنه عرف كيف يحافظ على استمرار الدورة وبذل كل مافي وسعه لإنجاحها رغم استياءه الذي لم يخفيه من المدرب. عموما بعد الدورة أعادوا المبلغ كاملا رغم الطلب منهم أن تُخصم تكاليف الفندق و الضيافة إلا أنهم رفضوا ذلك.

هذا مثال واضح لدورات تدريبية عنوانها أكبر بكثير من محتواها او من إمكانيات المدرب، فلا يمكن لأشخاص حضروا دورات تدريبية مع مدرب عالمي أو مدرب مشهور و متمكن أن يظنوا أنفسهم قادرين على تقليده  أوأنهم أصبحو بكفاءته بإعطاء الدورات و إيصال المعلومة. هذا لا يمنع أن الشخص قد استفاد من الدورة التي حضرها وطبق ما تعلمه فيها إلا أن هذا لا يعني أنه أصبح مدرب أو قادر على أن ينقل ما تعلمه للآخرين لأن التدريب حرفة محترمة و لها أصول.

هذه التجربة التي مررت بها لم تقلل أهمية التدريب في نظري بل بالعكس التدريب مهم لتطوير الذات و فتح آفاق جديدة و تجديد الأفكار و الإكتساب من خبرات الآخرين خاصة عندما يكونوا مؤثرين.
يعجبني المدرب و المحاضر المؤثرالذي يأسرك بأسلوبه و يوصل لك الفكرة ويترك بصمة مؤثرة في الحضور تستمر لسنوات.

مدربين أحبهم و أقدرهم و أثروا بي:

الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله.
الدكتور طارق السويدان.
الدكتور عمرو خالد.
الأستاذ رجا حداد.
الأستاذ و الصديق محمد صلاح الدين.
السيد كيم مادسون.
السيد كريس سانتا ماريا. 

No comments: